سورة المعارج - تفسير تفسير البغوي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (المعارج)


        


{وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ يُحَافِظُونَ أُوْلَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُّكْرَمُونَ}.
{فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُوا} أي: فما بال الذين كفروا، كقوله: {فما لهم عن التذكرة معرضين} [المدثر- 49] {قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ} مسرعين مقبلين إليك ماديّ أعناقهم ومديمي النظر إليك متطلعين نحوك.
نزلت في جماعة من الكفار كانوا يجتمعون حول النبي صلى الله عليه وسلم يستمعون كلامه ويستهزئون به ويكذبونه، فقال الله تعالى: ما لهم ينظرون إليك ويجلسون عندك وهم لا ينتفعون بما يستمعون. {عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ عِزِينَ} حلقًا وفرقًا، والعزين جماعات في تفرقة، واحدتها عِزَة. {أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ} قال ابن عباس: معناه أيطمع كل رجل منهم أن يدخل جنَّتي كما يدخلها المسلمون ويتنعم فيها وقد كذَّب نبيي؟ {كَلا} لا يدخلونها. ثم ابتدأ فقال: {إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِمَّا يَعْلَمُونَ} أي: من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة، نبه الناس على أنهم خلقوا من أصل واحد وإنما يتفاضلون ويستوجبون الجنة بالإيمان والطاعة.
أخبرنا أحمد بن إبراهيم الشريحي، أخبرنا أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي، أخبرنا الحسين بن محمد بن فنجويه، حدثنا موسى بن محمد بن علي، حدثنا جعفر بن محمد الفريابي، حدثنا صفوان بن صالح، حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا جرير بن عثمان الرحبي، عن عبد الرحمن بن ميسرة، عن جبير بن نفير، عن بسر بن جحاش القرشي قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم وبصق يومًا في كفه ووضع عليها إصبعه فقال: يقول الله عز وجل: «ابن آدم أنىَّ تعجزني وقد خلقتك من مثل هذه، حتى إذا سوَّيتُك وعدلتُك ومشيت بين بردين، وللأرض منك وئيد فجمعت ومنعت حتى إذا بلغت التراقي قلت أتصدق وأنى أوان الصدقة».
وقيل: معناه إنا خلقناهم من أجل ما يعملون وهو الأمر والنهي والثواب والعقاب.
وقيل: ما بمعنى من مجازه: إنا خلقناهم ممن يعلمون ويعقلون لا كالبهائم.


{فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ} يعني مشرق كل يوم من أيام السنة ومغربه {إِنَّا لَقَادِرُونَ} {عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ خَيْرًا مِنْهُمْ} على أن نخلق أمثل منهم وأطوع لله ورسوله {وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ} {فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا} في باطلهم {وَيَلْعَبُوا} في دنياهم {حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ} نسختها آية القتال. {يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الأجْدَاثِ} من القبور {سِرَاعًا} إلى إجابة الداعي {كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ} قرأ ابن عامر وابن عباس وحفص: {نُصُبٍ} بضم النون والصاد، وقرأ الآخرون بفتح النون وسكون الصاد يعنون إلى شيء منصوب، يقال: فلان نُصْبَ عيني. وقال الكلبي: إلى عَلَمٍ وراية. ومن قرأ بالضم، قال مقاتل والكسائي: يعني إلى أوثانهم التي كانوا يعبدونها من دون الله كقوله: {وما ذبح على النصب} [المائدة- 3] قال الحسن: يسرعون إليها أيهم يستلمها أولا {يُوفِضُونَ} يسرعون. {خَاشِعَةً} ذليلة خاضعة {أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ} يغشاهم هوان {ذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ} يعني يوم القيامة.

1 | 2 | 3